برغم كل تلك الطرق المعبدة المؤدية للمكان نفسه لم أختر سوى ذلك الطريق الترابي المعتم و الذي تنتشر على جانبيه أشجار كثيرة وبعض البيوت المسكونة , لا أدري أكانت هذه مصادفة بحته أن أمر بذلك الشارع اليوم أم أنها كانت مصادفة مدروسة , ها أنا ذا أسير في هذه الطريق للمرة الثانية ولكن بخطى معكوسة ,لازلت أذكر هذا الشارع جيدا أعرف ملامحه أعد علاماتي التي وضعتها في مروري الأول فيه .
أسير وأنظر لتلك المنازل القليلة هناك منتظرا أن يعلق نظري بذلك المنزل الذي علق بذاكرتي ولم يغب عنها ليوم , (( ما أبعد الأشياء عندما نأتيها من الجهة المعاكسة )) , أقلب نظري يمينا ولا آبه بالجهة اليسرى فقد كنت موقنا أن المنزل علي يميني , قليل من الأضواء الخافتة الموجودة علي مسافات متباعدة في ذلك الشارع كانت تساعدني وتفضح شخصي في آن واحد.