اليوم وفي تمام الساعة الثامنة وثلاث وأربعون دقيقة صباحا, أتممت قراءة رواية :: أنت لي :: والتي بدأت في قراءتها قبل ما يقارب الأربع شهور.
عن الرواية :
أنت لي هي رواية للدكتور منى المرشود وهي سعودية الجنسية تعمل كطبيبة أطفال في المملكة , تتألف روايتها من واحد وخمسين حلقة كتبتها في ما يقارب السبع سنوات ونشرت طبعتها الأولي قبل ما يزيد عن عام وتحديدا في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من عام 2007.
طريقي إلى الرواية :
لم أقرا من قبل رواية كبيرة بهذا الشكل :: للعلم فالرواية تفوق صفحاتها الألف , وسأتكلم عنها لاحقا :: ... اعتدت أن اقرأ الروايات القصيرة :: روايات الجيب :: فقرأت منها للدكتور نبيل فاروق وخصوصا روايات الرجل المستحيل وقرأت سفاري و بعض الروايات القصيرة الأخرى.
وذات مرة ومع تشجيع من الغير ^_^ على قراءة :: أنت لي :: لما وجدوه من تشويق وإثارة وروعة قررت أن أبدأ في قراءتها , وكان ذلك حسب ما اذكر في العشرينات من شهر ديسمبر 2008 ... ومع بدء الحرب على غزة في السابع والعشرين من ديسمبر وجدت منها ملاذا من وضعنا آن ذاك , فكنت أقضي معظم أوقاتي وأنا أقرأ تلك الرواية :: طبعا .. في حال وجود تيار كهربائي :: .
في البداية كان دافعي من القراءة هو شغل الوقت الذي كان يمر ببطء شديد في تلك الأيام خصوصا ونحن لا نجرؤ على ترك بيوتنا .. ولكني كلما قرأت وتعمقت في الرواية زاد شوقي لمعرفة المزيد وتعلقت فيها أكثر حتى أصبحت انتهز أي فرصة لأقرأ ولو اليسير منها و أعرف المزيد عنها .. و استمريت على هذه الحال حتى وصلت إلى الحلقة الأربعين منها , وهي تقريبا آخر الحلقات المنشورة علي الموقع .. وكنت آنذاك أعد ملخصا لكل حلقة بعد الانتهاء من قراءتها.
بعد ذلك شغلتني ظروف الحياة المختلفة عن متابعة الرواية .. إلى أن قررت متابعة الرواية أو بمعني أخر سمحت لي ظروفي بذلك ^_^ .. بحثت عن باقي حلقاتها فوجدتها في أحد المنتديات وكانت إلى الحلقة الواحدة والخمسين وهي الأخيرة .. عدت إلى قراءتها مستذكرا ما نسانيه الزمن منها .. وبأسلوبها الشيق سرعان ما وجدت متعتي فيها من جديد إلى أن انهيتها هذا الصباح .
أنت لي :
سأتكلم باختصار عن الرواية :: ولربما يطول الحديث فهي كما ذكرت من رافقتني علي مدى أربع شهور ::
سأبدأ بذكر شخصيات الرواية حسب الظهور وأتحدث باختصار عن كل منها :
رغد: وهي بطلة هذه القصة .. فتاة صغيرة توفي والداها وهي في الثالثة من عمرها وانتقلت للعيش في كنف عمها مع زوجته وأولاده الثلاثة وغمروها بحبهم وعطفهم وحنانهم.
شاكر جليل ( أبو وليد ): وهو عم رغد التي انتقلت للعيش عنده , وللعلم فهو عمها الوحيد , متزوج وله ثلاثة أبناء وهو صاحب مصنع في المدينة الساحلية ويعمل كرجل اعمال.
ندى ( أم وليد ): زوجة السيد شاكر وكانت في مثابة الأم الحنون لأبنائها ولرغد أيضا.
وليد: الابن الأكبر للسيد شاكر .. وهو طفل صغير في المرحلة الابتدائية .. يمتاز بروحه المرحة وقد أحدث وجود رغد تغيرا كبيرا في حياته حيث اعتبرها طفلته المدللة وكان الأشد حرصا على رعايتها.
دانه: الابنة الصغرى والوحيدة للسيد شاكر , شقيقة وليد المدللة :: كما كان يصفها :: , تكبر رغد بعامين مما سبب دوافع الغيرة فيما بينهما.
سامر: الابن الأوسط للسيد شاكر وهو يكبر دانه بثلاث سنوات.
أم حسام: خالة رغد .. متزوجة من ابن عمها ولديها ثلاث أطفال :: ابن وابنتين :: وهي كل ما تبقي لرغد من عائلة أمها.
أبو حسام: زوج أم حسام ^_^ .. ويعمل كإداري في أحد مكاتب الحكومة.
حسام: ابن خالة رغد ويكبرها بأربع أو خمس سنوات تقريبا.
نهلة: أخت حسام أي ابنة خالة رغد وهي من سنها تقريبا من ما جعلها بئر أسرار لها وملاذ لها عند ضيقها.
سارة: الأخت الصغرى لحسام .. فتاه غبية كما ستوضح الرواية ^_^.
سيف: زميل وليد في المدرسة, وهو الصديق الأقرب له.
عمار: زميل وليد في المدرسة, ولكن على عكس سيف فهو لا يطيق وليد ولا وليد يطيقه أيضا, ابن أحد الأثرياء في المدينة , من ما دفعه إلى الغرور والسخرية من وليد و أصدقاءه.
نديم: سجين سياسي محكوم عليه لفترة طويلة وهو أخ غير شقيق لوالد عمار.
عاطف: والد عمار, رجل أعمال كبير ويدير أحد أضخم المصانع في المدينة الساحلية.
نوار: لاعب كرة قدم مشهور, تحبه الفتيات لا لوسامته بل لشهرته وثروته, وكثيرون من يتمنون الزواج منه .. وإحداهن دانه.
لمياء: أخت نوار لن يطول ذكرها في الرواية ولكنها ستبرز كحل لنهاية الرواية !!
لندا: زوجة السيد نديم, تسكن مع شقيقها وابنتها في مزرعتهم شمال البلاد ويعملون في الزراعة.
الياس: شقيق لندا.
أروى: ابنة السيد نديم والسيدة لندا, فتاة شقراء جميلة ولا تستحق ما سيحدث لها.
أسامة المنذر: مدير في مصنع السيد عاطف .. وهو المساعد الأول له و يلم بكل أمور المصنع.
يونس المنذر: شقيق السيد أسامة المنذر وهو محاسب المصنع.
مرح المنذر: ابنة السيد أسامة وصديقة رغد في فترة دراستها في الجامعة.
عاطف المنذر: ابن السيد أسامة, وهو رسام مشهور ومعروف في البلاد.
أعتقد أن هذه هي الشخصيات المحورية في الرواية ...
تتحدث الرواية عن طفلة يتيمة فقدت حنان والديها وهي لا تزال صغيرة في الثالثة من عمرها, وبأشد الحاجة للحنان والعطف, بدأت رحلتها بعد ذلك لتنتقل للعيش مع خالتها ومن ثم إلى بيت عمها الوحيد ومع أولاده الثلاثة و زوجته, غمروها بالحب والحنان والعطف والرعاية واعتبرتها زوجة عمها طفلتها الرابعة هذا إن لم تحظ برعاية أكثر من أطفالها .. كانت المدللة في ذلك المنزل علهم يقللون من مرارة فقدانها والديها, حتى وان كانت صغيرة فهي يوما ستكبر وستعي الأمور أكثر.
كان وليد الطفل الأكبر في ذلك المنزل من ما زاد من مسؤولياته تجاه طفلته أو صغيرته كما كان يحب منادتها, فكان لها كالأخ الأكبر وأحيانا كالأب بل وفي لحظة فاقت ذلك ليكون لها أما أيضا ..
لم يتوانى يوما عن تقديم ما يسعدها وإرضائها وتدليلها, كانت تكبر أمام عينيه وكلما كبرت كلما زاد تعلقه بها حتى انه فاق درجات الحب والعطف على طفلة يتيمة , وكان حب الطفلة يزداد لذاك الشاب, نعم فقد أصبح الآن شابا ومع هذا ما زالت تشغل طفلته تفكيره.
أنهى وليد دراسته الثانوية بتفوق وكان حلمه أن يصبح رجل أعمال مشهور وكانت الأمور تسير على ما يرام قبل أن يأتي اليوم الأغبر, اليوم الذي قلب حياته رأسا على عقب قضى على أحلامه وأطاح بطموحاته, ذلك اليوم حين أعد عمار مكيدة له :: وهو زميله الفاشل المغرور :: ليمنعه من استكمال دراسته والظفر بما حلم به, قضى علي آماله نهائيا ليس بمستقبله الدراسي وحسب بل بأمور تعدت ذلك كله, تعدته إلا حدود يصعب تصورها , ولا يمكن لبشر أن يستوعبها, ما دفعه يومها إلى ارتكاب ما أجبر على ارتكابه ليبعده هذا الحادث عن محبوبته وعائلته وليقضي ريعان شبابه بعيدا عنهم.
مرت السنون وصغيرته تفقد الأمل بعودته يوما بعد يوم, خصوصا وأن أهلها أخبروها بأنه ذهب ليدرس وسيطول غيابه وربما لن يعود !! , وكان كلما امتد بها العمر كلما زاد الحرج من بقاءها مع ابن عمها الوحيد آن ذاك سامر في بيت واحد, ما دفع والديهما لخطوبتهما لبعضهما البعض حتى يزول ذلك الحرج.
وبعد مرور أربعة أعوام علي الخطوبة ظهر وليد فجأة, وبالتأكيد لن يكون ظهوره ظهورا عاديا, وسيتغير الكثير من ما حوله.
لن أسهب في الحديث عن الرواية حتى لا أفسد روعتها لمن أراد قراءتها ...
ولمن يرغب في معرفة المزيد, عليه زيارة الموقع الذي قامت الدكتورة بنشر روايتها فيه وهو
وجهة نظري:
أنا لست بناقد, ولكني سأتكلم كشخص قرأ الرواية وعايشها لمدة أربع شهور.. بنظري أنها رواية ممتعة جدا بها من التشويق والإثارة ما لا حدود له, ربما أكثرت من مدحي لها ولكن ما حدث معي في أخر حلقاتها دفعني لقول هذا, حيث لم أقدر على مقاومة تشويقها واضطررت في بعض الأيام للمكوث ما يزيد عن ثمانية ساعات وأنا أقرأ الرواية وخصوصا في حلقاتها الأخيرة.
لم أتوقع نهاية لها, فكلما تصورت لها نهاية ما اكتشفت عكس توقعاتي في الحلقات التالية, وأعجبني أسلوبها المشوق, ومعلوماتها الطبية الدقيقة, كيف لا وهي طبيبة. أعجبني تأثرها بالوسط الذي تعيش فيه فهي عربية مسلمة ركزت في كتابتها على الصلاة في وقتها وعلى العباءة والوشاح في ظهور الفتاة أمام أبناء عمها, طابع ديني أعجبني تمسك الكاتبة فيه.
ربما لم يعجبني إخفاء معالم المكان, لكني بررت لها ذلك حتى تأخذ حريتها في ابتداع الأحداث وتعدد المواضيع, وربما لقرب وضع البلاد من واقعنا فلم أجد صعوبة بالإندماج مع أحداثها واستيعاب مجراها, كيف لا وقد قرأت معظمها في جو حرب وتشرد.
ختاما .. فأنا لا أخفي إعجابي الشديد فيها, فهي رواية ربما تفتح الأفق لروايات أخري سواء للدكتورة أو لغيرها .. خصوصا وان الكاتبة تقوم الآن بكتابة روايات جديدة منها:
نهايتك علي يدي
و
من أجل زوجي
و أمنيتي الوحيدة الآن هي أن أحصل علي نسخة مطبوعة من الرواية.
14:42
6/5/2009
0 التعليقات:
إرسال تعليق